فصل: إعراب الآية رقم (192):

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الجدول في إعراب القرآن



.إعراب الآيات (190- 191):

{إِنَّ فِي خَلْقِ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهارِ لَآياتٍ لِأُولِي الْأَلْبابِ (190) الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِياماً وَقُعُوداً وَعَلى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنا ما خَلَقْتَ هذا باطِلاً سُبْحانَكَ فَقِنا عَذابَ النَّارِ (191)}.
الإعراب:
(إنّ) حرف مشبّه بالفعل (في خلق) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف خبر مقدّم ل (إنّ)، (السموات) مضاف إليه مجرور (الأرض) معطوف بالواو على السموات مجرور مثله الواو عاطفة (اختلاف) معطوف على خلق مجرور مثله (الليل) مضاف إليه مجرور (النهار) معطوف بالواو على الليل مجرور مثله اللام لام التوكيد (آيات) اسم إنّ منصوب وعلامة النصب الكسرة (لأولي) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف نعت لآيات، وعلامة الجرّ الياء فهو ملحق بجمع المذكّر السالم (الألباب) مضاف إليه مجرور.
والجملة... لا محلّ لها استئنافيّة.
(الذين) موصول مبنيّ في محلّ جرّ نعت لأولي- أو بدل منه- (يذكرون) مضارع مرفوع... والواو فاعل (اللّه) لفظ الجلالة مفعول به منصوب (قياما) مصدر في موضع الحال منصوب، (قعودا) معطوف بالواو على (قياما) منصوب مثله الواو عاطفة (على جنوب) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف حال من ضمير يذكرون وهو معطوف على الحال الصريحة الأولى أي ومضطجعين على جنوبهم و(هم) ضمير مضاف إليه الواو عاطفة (يتفكّرون) مثل يذكرون (في خلق) مثل الأول متعلّق ب (يتفكّرون)، (السموات والأرض) مثل الأول (ربّ) منادى مضاف محذوف منه أداة النداء منصوب و(نا) ضمير مضاف إليه (ما) نافية (خلقت) فعل ماض وفاعله (ها) حرف تنبيه (ذا) اسم إشارة مبنيّ في محلّ نصب مفعول به (باطلا) حال منصوبة (سبحان) مفعول مطلق لفعل محذوف تقديره نسبح منصوب والكاف ضمير مضاف إليه الفاء عاطفة لربط السبب بالمسبّب، (قنا) فعل أمر دعائي مبنيّ على حذف حرف العلّة و(نا) مفعول به، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت (عذاب) مفعول به ثان منصوب (النار) مضاف إليه مجرور.
وجملة: (يذكرون...) لا محلّ لها صلة الموصول (الذين).
وجملة: (يتفكّرون..) لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة.
وجملة النداء: (ربنا...) في محلّ نصب مقول القول لقول مقدّر، وهذا القول حال من الفاعل في (يذكرون ويتفكرون).
وجملة: (ما خلقت هذا باطلا) لا محلّ لها جواب النداء.
وجملة: (سبحانك) لا محلّ لها اعتراضيّة دعائيّة.
وجملة: (قنا عذاب...) لا محلّ لها معطوفة على جملة ما خلقت.
الصرف:
قياما، إمّا مصدر قام يقوم باب نصر، وزنه فعال بكسر الفاء، وإمّا جمع قائم اسم فاعل من قام يقوم، وقد قلبت الواو همزة لمجيئها بعد ألف فاعل، وأصله قاوم، وفي قيام إعلال بالقلب أصله قواما وهو مصدر أو بلفظ المصدر.
(قعودا)، (إمّا) مصدر سماعيّ لفعل قعد يقعد باب نصر وزنه فعول بضمّتين، وإما جمع قاعد اسم فاعل من قعد على وزن فاعل.
(جنوب)، جمع جنب، اسم لشقّ الإنسان وغيره وزنه فعل بفتح فسكون.
البلاغة:
1- الطباق: الذي جمع حالات الإنسان الثلاث في الصلاة وهي القيام والقعود والاضطجاع على الجنب أو الاستلقاء.
2- المجاز المرسل: فقد ذكر (السَّماواتِ وَالْأَرْضِ)، ومراده ما فيهما من أجرام عظيمة بديعة الصنع صالحة للاستغلال في سبيل النفع الإنساني، والعلاقة محلية.
3- الإيجاز: في قوله تعالى: (وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ).
حيث انطوى تحت هذا الإيجاز كل ما تمخض عنه العلم من روائع المكتشفات وبدائع المستنبطات.
الفوائد:
1- الإيمان بين الفلسفة والقرآن.
لا تكاد تجد أعظم وأشمل من هذه الآيات في مناحي الإيمان عن طريق الفكر والقرآن ويكاد يجمع الفلاسفة أن لدى الإنسان أفكارا فطرية يمده بها عقله لإدراك الحقائق التي لا تطالها الأدلة العقلية والبراهين المنطقية. من هؤلاء الفلاسفة المؤلهة منهم المتقدمون مثل: (أفلاطون وأرسطو) من فلاسفة الاغريق ومنهم المتأخرون مثل ديكارت وكانت وبرغثون وغيرهم كثير، كلهم يرون أنه بمقدور الإنسان أن يعتمد على أفكاره الفطرية لإدراكه وجود اللّه، فما عليه إلا أن ينظر في ملكوت اللّه وذلك الإتقان والإبداع الذي اتصفت به مخلوقات اللّه، من الذرة إلى المجرة، ومن النبتة الصغيرة إلى الدوحة الكبيرة، ومن ذرة الرمل إلى الطود الكبير، ومن قطرة الماء إلى المحيط العظيم. كل ذلك يدلنا دلالة فطرية على وجود مبدع عظيم وراء هذا الإبداع والاختراع ولم يجد الغزالي والفارابي وابن رشد وغيرهم من فلاسفة الإسلام ومفكريه مناصا من اللجوء إلى هذا الدليل على وجوده تعالى، إلى جانب البراهين العلمية المركبة الصعبة ولعلهم جميعا كانوا يقتبسون من نور هذه الآية رشدهم، فيقفون مليا أما قوله تعالى: (إِنَّ فِي خَلْقِ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهارِ لَآياتٍ لِأُولِي الْأَلْبابِ) إلى آخر الآيات.

.إعراب الآية رقم (192):

{رَبَّنا إِنَّكَ مَنْ تُدْخِلِ النَّارَ فَقَدْ أَخْزَيْتَهُ وَما لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصارٍ (192)}.
الإعراب:
(ربّنا) سبق إعرابه في الآية السابقة وهو تأكيد للنداء المتقدّم (إنّ) حرف مشبّه بالفعل للتوكيد والكاف ضمير في محلّ نصب اسم (إن) (من) اسم شرط جازم مبنيّ في محلّ نصب مفعول به أوّل مقدّم (تدخل) مضارع مجزوم فعل الشرط، وعلامة الجزم السكون وحرّك بالكسر لالتقاء الساكنين، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت (النار) مفعول به ثان منصوب الفاء رابطة لجواب الشرط (قد) حرف تحقيق (أخزيت) فعل ماض مبنيّ على السكون. والتاء فاعل والهاء ضمير مفعول به الواو استئنافيّة (ما) نافية (للظالمين) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف خبر مقدّم (من) حرف جرّ زائد (أنصار) مجرور لفظا مرفوع محلا مبتدأ مؤخّر.
جملة: (ربّنا إنك...) لا محلّ لها اعتراضيّة استرحاميّة- أو استئنافيّة.
وجملة: (إنّك من تدخل...) لا محلّ لها جواب النداء.
وجملة: (ندخل النار) في محلّ رفع خبر إنّ.
وجملة: (قد أخزيته) في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.
وجملة: (ما للظالمين من أنصار) لا محلّ لها استئنافيّة.
البلاغة:
1- إظهار النار في موضع الإضمار: لتهويل أمرها وذكر الإدخال في مورد العذاب لتعيين كيفيته وتبيين غاية فظاعته.
2- في الآية فن الإطناب: وهو زيادة اللفظ على المعنى لفائدة بأمور، منها:
أ- ذكر الخاص بعد العام: للتنبيه على فضل الخاص.
ب- ذكر العام بعد الخاص: والغرض من ذلك إفادة الشمول مع العناية بالخاص.
ج- الإيضاح بعد الإبهام.
د- التكرير: فقد تكرر ذكر (ربّنا) وذلك للتضرع، وإظهار لكمال الخضوع، وعرض للاعتراف بربوبيته تعالى مع الإيمان به.
هـ- الاعتراض: وهو أن يؤتى خلال الكلام أو بين كلامين متصلين في المعنى بجملة لا محلّ لها من الإعراب لفائدة ثانوية.
والاحتراس: وهو كل زيادة تجيء لدفع ما يوهمه الكلام مما ليس مقصودا.
3- (وَما لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصارٍ) في الآية فن وضع الظاهر موضع المضمر. فقد وضع الظالمين موضع ضمير المدخلين لذمهم والإشعار بتعليل دخولهم النار بظلمهم ووضعهم الأشياء في غير مواضعها.

.إعراب الآية رقم (193):

{رَبَّنا إِنَّنا سَمِعْنا مُنادِياً يُنادِي لِلْإِيمانِ أَنْ آمِنُوا بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا رَبَّنا فَاغْفِرْ لَنا ذُنُوبَنا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئاتِنا وَتَوَفَّنا مَعَ الْأَبْرارِ (193)}.
الإعراب:
(ربّنا) مر إعرابه، (إننا) مثل إنك في الآية السابقة (سمعنا) فعل ماض مبنيّ على السكون.. و(نا) فاعل (مناديا) مفعول به منصوب (ينادي) مضارع مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الياء، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (للإيمان) جارّ ومجرور متعلّق ب (ينادي)، (أن) حرف مصدريّ، (آمنوا) فعل أمر مبنيّ على حذف النون... والواو فاعل (بربّ) جارّ ومجرور متعلّق ب (آمنوا)، و(كم) ضمير مضاف إليه الفاء عاطفة لربط المسبّب بالسبب (آمنّا) مثل سمعنا (ربّنا) مرّ اعرابه، الفاء عاطفة تربط المسبّب بالسبب (اغفر) فعل أمر دعائيّ، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت اللام حرف جرّ و(نا) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (اغفر)، (ذنوب) مفعول به منصوب و(نا) مضاف إليه الواو عاطفة (كفّر عنّا سيّئاتنا) مثل اغفر لنا ذنوبنا، والجارّ متعلّق ب (كفّر)، وعلامة النصب في المفعول الكسرة الواو عاطفة (توفّ) أمر دعائيّ مبنيّ على حذف حرف العلّة و(نا) ضمير مفعول به، والفاعل أنت (مع) ظرف مكان منصوب متعلّق ب (توفّنا)، (الأبرار) مضاف إليه مجرور.
جملة: (ربّنا إننا...) لا محلّ لها استئنافيّة مكرّرة للاسترحام.
وجملة: (إننا سمعنا...) لا محلّ لها جواب النداء.
وجملة: (سمعنا مناديا) في محلّ رفع خبر إنّ.
وجملة: (ينادي...) في محلّ نصب نعت ل (مناديا).
وجملة: (آمنوا...) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن).
وجملة: (آمنّا) لا محلّ لها معطوفة على جملة آمنوا.
وجملة: (ربّنا (الثانية) لا محلّ لها اعتراضيّة استرحاميّة.
وجملة: (اغفر...) لا محلّ لها معطوفة على جملة آمنا.
وجملة: (كفّر...) لا محلّ لها معطوفة على جملة اغفر.
وجملة: (توفّنا...) لا محلّ لها معطوفة على جملة اغفر.
الصرف:
(مناديا)، اسم فاعل من نادى الرباعيّ، وزنه مفاعل بضمّ الميم وكسر العين.
(توفّنا)، فيه إعلال بالحذف لمناسبة البناء، كان في مضارعه: يتوفّاه اللّه- فحذف حرف العلّة في الأمر، وزنه تفعنا.
(الأبرار)، جمع برّ من فعل برّ يبرّ باب نصر وباب ضرب، وزنه فعل بفتح فسكون، فهو صفة مشبّهة باسم الفاعل... وأمّا بارّ اسم الفاعل من برّ فجمعه بررة وزنه فعلة بفتح الفاء والعين واللام.

.إعراب الآية رقم (194):

{رَبَّنا وَآتِنا ما وَعَدْتَنا عَلى رُسُلِكَ وَلا تُخْزِنا يَوْمَ الْقِيامَةِ إِنَّكَ لا تُخْلِفُ الْمِيعادَ (194)}.
الإعراب:
(ربّنا) مرّ إعرابه، الواو عاطفة (آتنا) مثل قنا في الآية السابقة (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب مفعول به (وعدت) فعل ماض مبنيّ على السكون. والتاء فاعل و(نا) ضمير مفعول به (على رسل) جارّ ومجرور متعلّق ب (وعدتنا) وهو على حذف مضاف أي على ألسنة رسلك والكاف مضاف إليه الواو عاطفة (لا) ناهية جازمة (تخز) مضارع مجزوم وعلامة الجزم حذف حرف العلّة، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت و(نا) ضمير مفعول به (يوم) ظرف زمان منصوب متعلّق ب (تخزنا)، (القيامة) مضاف إليه مجرور (إنّ) حرف مشبّه بالفعل والكاف ضمير في محلّ نصب اسم إنّ (لا) نافية (تخلف) مضارع مرفوع، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت (الميعاد) مفعول به منصوب.
جملة: (ربّنا) لا محلّ لها اعتراضيّة دعائيّة.
وجملة: (آتنا...) لا محلّ لها معطوفة على جملة توفّنا في الآية السابقة.
وجملة: (وعدتنا) لا محلّ لها صلة الموصول الاسميّ أو الحرفيّ (ما).
وجملة: (لا تخزنا) لا محلّ لها معطوفة على جملة آتنا..
وجملة: (إنّك لا تخلف...) لا محلّ لها تعليليّة...
وجملة: (لا تخلف...) في محلّ رفع خبر إنّ..
البلاغة:
1- في هذه الآية الكريمة فن (الإسجال) وهو فن منقطع النظير وحدّه أن يقصد المتكلم غرضا من الأغراض فيأتي بألفاظ تقرر ذلك الغرض: فقد سجل المولى سبحانه وتعالى على ألسنة عباده تحقيق موعوده على لسان رسوله وذلك في قوله: (ما وَعَدْتَنا) تجد أن هذا الوعد قد أصبح مبرما لا انفكاك لإبرامه.